فراكشنال ليزر

كل عصرٍ له ثورته الخاصة والليزر كان واحدًا من أهم تلك الثورات التي استطاعت تغيير وجه العديد من الأشياء من ضمنها بل وأهمها مجالي الطب والتجميل، بدأ الليزر مسيرته في ذلك الطريق بالمشاركة البسيطة لكنها كانت فعالة وقدم يد مساعدةٍ سهلت الكثير من التعقيدات.

اليوم وبعد مرور سنواتٍ على ثورته العلمية والطبية أصبح قادرًا على الانفراد بنفسه كإجراءٍ طبيٍ فعالٍ بشكلٍ كاملٍ ووحيد بدون أي مساعداتٍ أخرى! والحقيقة أن الليزر مثيرٌ للعجب بحق بما يظهر عليه من البساطة فتحسب أنك قادرٌ على استخدامه لشيءٍ أو شيئين.

لكن الليزر أدهش الجميع بقدرته على البناء والهدم على الإزالة والإضافة وحتى نحت الجسم وعلى أن يجعل قسمًا كاملًا من عمليات التجميل يقوم عليه حتى أن الجراحة التجميلية أوشكت على الاختفاء بعدما صار الليزر يقوم بالكثير مما كانت تقوم به وفي وقتٍ أقل وتعقيداتٍ أبسط وحمايةٍ أعلى ونتائج أكثر جمالًا وإرضاءً لطموحات الجميع.

مؤخرًا بدأ الليزر في التطور أكثر وأكثر بهدف حل مشاكل أكبر والقضاء على عيوبه وقصوره فظهرت أشياءٌ مثل فراكشنال ليزر للوجه الذي أثار إعجاب الكثيرين ووجد إقبالًا من أطبائه ومستخدميه ونتائج أكثر فعالية، وفي هذا المقال نخبرك عن الفرق الذي صنعه الفراكشنال ليزر في مستقبل التجميل بالليزر.

فراكشنال ليزر

 

طريقة عمل الفراكشنال ليزر

يتكون الجلد من عدة طبقات فوق بعضها البعض كل طبقةٍ لها خصائصها الخاصة وتتكون من مجموعاتٍ محددةٍ من الخلايا تساعد تلك الطبقة على القيام بوظيفتها الموجودة لها، تنتج تلك الخلايا العديد من الأشياء أهمها الكولاجين وهو المسئول الأول عن صحة ونضارة ومرونة الجلد حتى أنه ظهر حقن الكولاجين للبشرة كعلاجٍ شائعٍ للكثير من مشاكلها.

ومع التقدم بالعمر ومرور الزمن تفقد الخلايا قدرتها الإنتاجية وتتراجع فيما تقدمه للجلد الذي بدوره يبدأ في فقدان مرونته ونضارته وتظهر فيه التجاعيد والمشاكل ويصبح الجلد أقل قدرةً على ممارسة وظيفته العادية والظهور بالشكل المناسب.

عندها وجد العلماء أن لليزر قدرةً عاليةً على التأثير على الخلايا وزيادة نشاطها وتحفيزها على إنتاج كمياتٍ أكبر من الكولاجين وخلال عدة أسابيع يختفي الجلد القديم بمشاكله وعيوبه ويظهر جلدٌ جديد أكثر نضارةً وحيويةً وجمالًا وبالطبع يفيد ذلك في حل الكثير من المشاكل.

كان ذلك دورًا واحدًا من أدوار الليزر، فهو قادرٌ على القطع والإزالة وكثيرًا ما يستخدمه الأطباء في إحداث الشقوق الجراحية بدلًا من المشارط لأنه يمنع النسيج المقطوع من النزيف ويحمي المكان من الندوب القبيحة أو اللافتة للنظر لأنه في الأساس يستخدم أيضًا في إزالة الآثار والندوب.

ما هو الفراكشنال ليزر CO2

يوجد في الأصل نوعان أو ثلاثة أنواعٍ رئيسية من الليزر المستخدم في العلاج والتجميل النوع الأول يعرف باسم الليزر المقشر أو المزيل وفي هذا النوع يتم تعريض منطقةٍ كاملةٍ أو نسيجٍ معين إلى أشعة الليزر بمقدارٍ محددٍ مدروس وتصيب الأشعة كل الخلايا معًا.

في هذه الحالة دائمًا ما يعاني الشخص من ألم واحمرار المنطقة كلها ويظل من أسبوعين لثلاثة أسابيع حتى يختفي الاحمرار ويقل الألم وتظهر النتائج بشكلٍ واضح، لكنه خلال تلك الفترة التي تعتبر طويلةً مقارنةً بفترة نقاهة الفراكشنال ليزر سيظل يعاني من عدم الراحة.

أما النوع الثاني يسمى الليزر غير المقشر وبينهما يظهر الفراكشنال ليزر للجسم ويعتبر الأقوى والأشد لكنه برغم ذلك لا يسبب الألم ودوام الاحمرار الذي يسببه العلاج بالليزر المقشر ويرجع السبب في ذلك إلى أن الليزر المقشر يعمل على الطبقة الخارجية من الجلد وهي التي تصاب بالاحمرار والألم والطبقة الوسطى وهي التي تنتج خلاياها الكولاجين وتقوم بتحسين الجلد وبتجددها تظهر النتائج.

أما الفراكشنال ليزر للوجه يعتمد على فكرة تركيز أشعة الليزر كلها في نقطةٍ واحدة أو عدة نقط محددة من الطبقة الخارجية يخترق فيها الليزر تلك الطبقة ويصل وينتشر في الطبقة الوسطى ليؤدي عمله، وبهذه الطريقة لا يتأثر بالليزر سوى الطبقة المقصودة وحسب أما بقية الأنسجة المحيطة بها والطبقة الخارجية من الجلد لا يصيبها الأثر الضخم الذي كانت تصاب به عندما كانت تتعرض بشكلٍ شامل لليزر حتى يخترقها كلها للطبقة التالية.

ليزر فراكشنال

فوائد الفراكشنال ليزر

يعتبر فراكشنال ليزر CO2 من أحدث وأقوى أنواع الفراكشنال ليزر الموجودة حاليًا ويختلف عن بقية الأنواع في طبيعة أشعة الليزر نفسها والتي تساعده على أداء وظيفته وجعله في بعض الأحيان يتميز عن بقية الأنواع الأخرى المختلفة في النتائج التي يعطيها.

أول مشكلةٍ فيه هو أنه لم يقدم الميزة الرئيسية التي قدمها الفراكشنال ليزر في تجنيب الشخص احمرار الجلد وألمه، فبسبب قوته وطبيعة موجاته يتسبب في ذلك الاحمرار وتزيد مساحة المنطقة المعرضة له والمتأثرة به من الطبقة الخارجية من الجلد مع زيادة كميته.

لكن أهم مميزاته واستخداماته التي تسببت فيها قوته تلك هو القضاء على المشاكل الكبيرة والعميقة مثل علاج التجاعيد العميقة والكثيفة وحروق الشمس القوية التي تتجاوز الدرجة الأولى والندوب البارزة التي تسببت فيها الجروح أو الشقوق الجراحية أو حتى الحالات العنيفة السابقة من حب الشباب التي تركت آثارًا عميقة.

من مميزات فراكشنال ليزر CO2 كذلك أنه من الممكن استخدامه على البشرة الداكنة دون القلق من حدوث تغيراتٍ صبغية أو تغير لون الجلد في تلك المنطقة، وفي الموازنة بين المميزات والعيوب يتم اختيار نوع الليزر الذي ستحتاج الخضوع للعلاج به بمساعدة الطبيب الذي يكون خبيرًا في تلك الحالات وعلاجها.

يفضل الأطباء استخدام الأنواع الأخرى من الفراكشنال ليزر مع الأشخاص صغار السن أو بمعنى أدق من لم يصلوا لسنٍ كبيرٍ أو يتجاوزوا الخمسين من عمرهم بعد لأن تلك الأنواع تكون شديدة الفعالية معهم، أما في كبار السن تزداد مشاكل الجلد تعقيدًا وتزداد الخلايا نفسها ضعفًا وكسلًا وتحتاج إلى شيءٍ بقوة CO2 للوصول للنتيجة المرغوبة.

عند العلاج باستخدام هذا النوع فإن أشعة الليزر تصل إلى عمقٍ أكبر داخل الجلد لتحفز الخلايا على الانقسام وتساعدها على إنتاج الكولاجين والتخلص من الخلايا القديمة المصابة أو التي تسببت في المشكلة وتجديد الجلد وكل ذلك يزيد من فترة النقاهة والاحمرار والألم التي ستعاني منها حتى انتهاء الأمر وظهور النتيجة.

استخدامات الفراكشنال ليزر

يستخدم الفراكشنال ليزر بشكلٍ عامٍ على أي منطقةٍ من مناطق الجسم ويعطي نفس التأثير والنتيجة ويشيع كثيرًا استخدامه على مناطق أخرى محددة مثل اليدين والرقبة والوجه خاصةً أن تلك الأماكن تكون مكشوفةً ومستخدمة ولا يصاب الناس بالراحة عند استخدام الليزر العادي فيها.

  • يعطي الفراكشنال ليزر تأثيرًا فعالًا عند استخدامه في حالاتٍ جلديةٍ مختلف مثل حالات إزالة تجاعيد اليدين والوجه والرقبة وأي مكانٍ آخر تظهر فيه التجاعيد بسبب التقدم في السن أو فقدان الوزن المفاجئ أو غيرها من الأسباب
  • في حالات الحروق خاصةً الناتجة عن التعرض المباشر والعنيف لأشعة الشمس ما يترك أثرًا ظاهرًا حتى بعد علاج الحرق يحتاج إلى علاجٍ جماليٍ للجلد للتخلص منها
  • فعالٌ ومنتشرٌ جدًا في التخلص من الحالة التي تعرف باسم قناع الحمل وهي حالةٌ جلديةٌ صبغية تحدث لبعض النساء في فترات الحمل تتسبب في ظهور بقعٍ بنية الللون أو داكنة بشكلٍ عام في الوجه وأماكن مختلفة من الجسم، غالبًا ما تختفي تلك البقع بعد الحمل لكن أحيانًا تظل أو تترك أثرًا يحتاج العلاج والإزالة
  • في حالة الندوب سواءً الناتجة عن إصاباتٍ سابقة أو عن عملياتٍ جراحيةٍ مختلفة تم استخدام المشارط الجراحية العادية فيها أو حتى التي خلفتها حبوب الشباب بعد شفائها
  • يمكن كذلك أن يستخدمه المتقدمون في السن قليلًا لإعادة النضارة والحيوية والشباب إلى بشرتهم التي فقدتها بسبب العمر الذي مر عليهم
  • بعض الناس يستخدمونه في علاج التجاعيد المميزة في الوجه التي تظهر حول العينين والشفتين وكذلك التهدل البسيط في جفني العينين
  • يمكن كذلك استخدامه بفعالية في علاج التصبغ والتغيرات في لون الجلد مع الاطمئنان إلى أن العلاج لن يتسبب في ضررٍ ونتيجةٍ عكسية بتغيير لون الجلد بدرجةٍ أسوأ

علاج الندبات بالفراكشنال ليزر:

من العلاجات الفعاله التي تساعد علي تحسين شكل الندبه وتجعلها أقل احمرارا كما أنها تقلل الشعور بالحكه.

 

 

ما بعد الفراكشنال ليزر

في البداية لا يكون العلاج جلسةً واحدةً وحسب وإنما عدة جلسات متوسطها ما بين ثلاث وخمس جلسات تقريبًا حسب حالة الجلد نفسه وحاجته للعلاج، وبين كل جلسةٍ وأخرى تكون هناك فترة راحةٍ مدتها ما بين الشهر والشهرين يستعيد فيها الجلد قوته قبل تعريضه لدفعةٍ جديدة من الليزر.

وبالطبع تختلف المدة التي تبدأ النتائج فيها في الظهور بعد استخدام الفراكشنال ليزر إلا أنك في العادة ستبدأ بالإحساس ببعض التغيرات والتحسن بعد مرور الأسبوع الأول بعد أول جلسة بعدها تتحسن النتائج بالتدريج حتى تظهر كاملةً في النهاية بعد انتهاء جلسات العلاج كلها.

أما الفترة التي سيدوم فيها العلاج تختلف من شخصٍ إلى آخر وغالبًا ما تعتمد بشكلٍ أساسيٍ على عاملين رئيسيين أحدهما الجينات الخاصة بالتقدم في العمر والآخر يتعلق بالحماية والعناية التي يقوم بها الشخص بجلده ومدى محافظته عليه وحمايته من الشمس والجفاف والتقشر وغيرها من تلك العوامل.

أما بعد الفراكشنال ليزر مباشرةً وخلال الساعات الأولى خاصةً بعد انتهاء تأثير المخدر ستشعر بالألم والوخز وكأن جلدك يحترق ويمكنك القضاء على ذلك الإحساس بكمادات الثلج ومسكنات الألم وبالطبع ستعاني لعدة أيامٍ من تورم المكان الذي تعرض لليزر واحمراره وهنا تأتي مميزة الفراكشنال ليزر على الليزر العادي في انخفاض مدة التورم والاحمرار لعدة أيامٍ وأقصاها أسبوعٌ وحسب.

من أهم الأشياء التي عليك الانتباه لها في فترة ما بعد الفراكشنال ليزر هو الحرص على تغطية المكان الذي عالجته وحمايته من الشمس، فد تحتاج لعدة أيامٍ من الراحة قبل أن تعود لممارسة أغلب نشاطاتك الطبيعية وأثناء ممارستها مازلت بحاجةٍ للحفاظ على بشرتك من أي شيءٍ قد يؤثر عليها لأنها تكون شديدة الحساسية.